أخبار

“حنانيا”.. أول مطبعة عربية خاصة في القدس | الموسوعة

[ad_1]

“حنانيا” أول مطبعة عربية في القدس، لصاحبها جرجي حبيب حنانيا، مؤسس فن الطباعة والصحافة الفلسطينية، بدأت عملها رسميا عام 1908، وطُبع فيها أول الكتب الفلسطينية، وأولى الصُّحف العربية، خاصة في فلسطين، وهي “جريدة القدس”. 

الموقع

كانت المطبعة تقع بمنطقة باب الجديد في السور الشمالي الغربي المحيط بمدينة القدس.

التأسيس

بدأت عملها عام 1894 دون ترخيص، وأخذت تطبع الكتب الفلسطينية خلسة، إلى حين اكتشاف الحكومة العثمانية أمر صاحبها، الذي تمكّن من التحايل بطباعته استمارات وكتيبات تستخدم في الدوائر الرسمية، ما جعلها تتغاضى عن نشاطه وتسمح له بالاستمرار، وفي العام 1908، استطاع حنانيا أن يحصل على ترخيص.

ولم تكن “حنانيا” أول مطبعة في فلسطين، إلا أنها الأولى المصنفة مطبعة عربية، ذلك أن الطابع الغالب على المطابع آنذاك كان دينيا أو رسميا، وكانت تطبع مواد تهم أبناء دينها دونا عن الآخرين.

أما عن جرجي حنانيا فلم يكن هذا عمله الأول في عالم الطباعة، إذ قبل افتتاح مطبعته الخاصة، كان يستأجر آلات من مالكيها، وذلك بعد استيراده حروفا أجنبية لطباعة مواد موجهة إلى سياح المدينة.

ومع بدء عمل المطبعة بشكل رسمي، أسس جرجي حنانيا صحيفة القدس عام 1908، وشكّلت نقطة انطلاق للصحافة الفلسطينية، التي سرعان ما توقف معظمها عن العمل مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914.

كما أوقفت مطبعة حنانيا هي الأخرى عملها لأن صاحبها غادر البلاد بعد أن اكتشفت السلطات العثمانية عضويته في جمعية سرية عُرفت باسم “فلسطين الفتاة”، وهي جمعية بدأت بطابع ثقافي، لكنها تحولت لاحقا إلى النشاط السياسي.

وقبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان حنانيا قد قرر شراء آلة طباعة حديثة، ومجموعة كبيرة من الأوراق، بعد أن رهن آلات المطبعة القديمة للبيع من أجل الحصول على قرض، إلا أن الحرب أفشلت حلمه، لينشر البنك الألماني في فلسطين، بعدها بفترة وجيزة، خبرا يفيد ببيع الآلات، لأن صاحبها الذي غادر إلى الإسكندرية وانخرط في مجال الأبحاث هناك حتى توفي فيها عام 1920، تخلّف عن سداد أقساط القرض.

تاريخ الطباعة في القدس

تأسست أول مطبعة في القدس عام 1830، على يد يهودي يدعى “يسرائيل باق”، واهتمت بطباعة الكتب الدينية باللغة العبرية، وتبعتها مكتبة ليهودي آخر عام 1850، وأخذ اليهود آنذاك ينشئون العديد من المطابع التجارية في القدس وصفد.

كما أُنشئت مطابع عديدة ذات طابع ديني مسيحي، منها مطبعة في دير الفرنسيسكان بالقدس عام 1846، وكان أوّل كتاب طبعته “التعليم المسيحي” باللغتين الإيطالية والعربية.

مطبعة حنانيا في القدس
الحي الذي كانت فيه مطبعة حنانيا في القدس (الجزيرة)

ثم ظهرت مطبعة لندن عام 1848، التي اهتمت بطباعة الكتاب المقدس ونشره بين اليهود، ثم أنشأ الأرمن مطبعة لهم في دير مار يعقوب، وطبعت كتبا باللغتين الأرمنية والتركية، وبعدها أنشئت جمعية القبر المقدس اليونانية عام 1849، وطبعت كتبا دينية ومدرسية بالعربية واليونانية.

وعام 1885 أسس الألماني شنللر ثيودور مطبعة دار الأيتام السورية، التي طبعت مجلات وجرائد وكتبا، وافتتحت فرعا مهنيا لتعليم الطباعة في القدس، والتحق خريجوها بمطابع عديدة في فلسطين.

وبعدها تأسست مطبعة المأمونية، التي أسهمت في طباعة جريدة الغزال الشهرية، للشيخ علي الريماوي، الصادرة عام 1876، وجريدة القدس الشريف باللغتين العربية والتركية. ناهيك عن المطابع الحكومية التي أنشأتها الحكومة العثمانية في القدس آنذاك.

دوافع افتتاح مطبعة حنانيا

في افتتاحية العدد الأول من جريدة القدس، الصادر في 5 سبتمبر/أيلول 1908، أورد حنانيا دافعه لافتتاح المطبعة في القدس، إذ كتب “ثم لما كانت بلدتنا القدس مثل غيرها متعطشة إلى العلوم والمعارف التي نضب معينها منذ أجيال طوال، وكانت هذه لا تنشر وتعمم إلا بواسطة المطابع، وكانت كل مطابع القدس دينية محضة تشتغل كل واحدة منها لطائفتها، مست الحاجة إلى تأسيس مطبعة تزرع بذور الإخاء وتعامل الجميع على السواء، غايتها خدمة الوطن لا تختص بفريق دون آخر. ولكن هذا الأمر كان صعبا لما كان يحول دونه من الموانع والعثرات التي كان يقف الاستبداد في سبيل تذليلها وإزالتها، ولما كنت ممن مارسوا هذه الصناعة دفعتني النفس أن أجرب القيام بهذا الواجب على ثقله وصعوبته ووعورة مسلكه”.

القدس.فلسطين.صحيفة القدس قبل 20 عاما.هبة أصلان.الجزيرة نت
صحيفة القدس كانت من أولى الصحف التي طبعت في مطبعة حنانيا (الجزيرة)

نتاج المطبعة

رغم سنوات عملها القليلة، فإنها استطاعت أن تصدر 281 كتابا، بينها 83 باللغة العربية، إضافة إلى عدد من الاستمارات والكراسات لدوائر حكومية، ومواد سياحية.

صحيفة القدس

تألفت الصحيفة الصادرة عام 1908 من 4 صفحات، وكانت تصدر مرتين في الأسبوع، وفي رأس الصفحة الأولى كانت تظهر كلمة “القدس” بخط كبير، محاطة بكلمات “حرية”، “مساواة”، “إخاء”، وكان يطبع من كل عدد 1500 نسخة.

اهتمت الصحيفة بالعلوم والآداب والمعارف، وأتاحت المجال للقراء ليساهموا في مواد مفيدة تنشر في الصحيفة، وكان من بين المساهمين: الأديب خليل السكاكيني والشيخ علي الريماوي، مؤسس صحيفة النجاح عام 1908، كما خصصت الصحيفة مساحة لأخبار الحكومة، وللشعر والترجمة.

مهمة معقدة

كانت عملية الطباعة آنذاك معقدة وصعبة، إذ كان على العاملين أن يركبوا نسخة مطابقة للنص، على صفيحة الطباعة، وتتلوها خطوات تتطلب دقة متناهية، إلى حين إعداد الصفحة كاملة ثم طليها بالحبر ونسخ صورة عنها على الورق.

[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى