أمريكا تعيش في ضيق – RT Arabic

[ad_1]
في مثل هذا اليوم قبل خمسين عاما، كانت أميركا على بعد عامين من عيد ميلادها المئتين. كان الأمريكيون يستعدون للاحتفال، وهيمنت الحماسة الوطنية على وسائل الإعلام على الرغم من أن الاحتفال الفعلي كان لا يزال على بعد 24 شهرا.
تبنت شبكة سي بي إس روح أمريكا من خلال إطلاق برنامج استمر لمدة عامين ونصف تقريبا يسمى “محضر الذكرى المئوية الثانية”. وفي كل ليلة من الرابع من يوليو عام 1974 وحتى ليلة رأس السنة عام 1976، كان كبار الرجال والنساء في أمريكا يقدمون لنا درسا في التاريخ مدته 60 ثانية.
وبعد مرور خمسين عاما، من الصعب تصديق أن شيئا كهذا ممكن أن يحدث. لأننا في موقف الآن وصفه أبراهام لينكولن “بالبيت المنقسم”. وتخبرنا استطلاعات الرأي أن الانتخابات التي شهدتها البلاد مؤخرا هي الأقل شعبية منذ فترة طويلة. ونحن ضائعون في المعركة الحالية وليس بيننا من يتطلع إلى احتفال 4 يوليو في عام 2026 بنفس الحماس السابق.
إن أمريكا تعيش حالة من الضيق، وهو المصطلح الذي خيم على رئاسة جيمي كارتر بعد فترة وجيزة من الذكرى المئوية الثانية؛ حيث يتقاتل اليسار واليمين حول الطريق إلى المستقبل في كل شيء بدءا من التعليم وحتى السياسة الخارجية بينما يسلح خصومنا أنفسهم لمحاربة الحرية.
عندما اقتربت الذكرى المئوية الثانية، كان الشيء الذي لم نتقاتل من أجله هو تأسيس بلدنا. وهكذا، اجتمع المئات من المشاهير في كافة المجالات ليخبروا قصص الأمل والشجاعة والوطنية.
وكان كل هذا يحدث بينما كانت البلاد تنهي حربا لا تحظى بشعبية في فيتنام وتمزق نفسها مرة أخرى بفضيحة ووترجيت. وقد استقال الرئيس ريتشارد نيكسون بعد شهر واحد فقط من بدء البث، ومع ذلك فقد شارك أعضاء من كلا الحزبين السياسيين بكل فخر.
واليوم تجرد بعض وسائل الإعلام، مثل صحيفة واشنطن بوست، أمتنا من تاريخها وتعتبر الأسماء البارزة في تاريخنا مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وجروج ماسون مستعمرين، وتسخر منهم باعتبارهم مستعبدين، بدلا من اعتبارهم أبطال الثورة.
ويسير مؤيدو حماس في شوارعنا يشوهون تماثيل المؤسسين ويطلقون عبارات معادية للسامية، ويهاجمون أمتنا لأنها تساعد إسرائيل. وفي المدارس يتعلم الطلاب أن أمريكا شريرة وتأسست على العبودية.
ورغم أن الكونغرس شكّل اللجنة الأمريكية للذكرى 250 لتأسيس أمتنا لكنهم ليسوا وسائل الإعلام. ودون قوة المنافذ الإعلامية فقد تفشل اللجنة ومن خلفها الكونغرس.
وفي النهاية إذا تمكنا من ترسيخ تاريخنا وتراثنا من خلال الحفاظ على قيمنا وعاداتنا، رغم جميع الخلافات، فسوف تكون هذه هي الروح الحقيقية لإحياء الذكرى الأهم في تاريخ بلادنا.
المصدر: فوكس نيوز
Source link