سامية داغر رحلة العالمية بأقلام الحبر الجاف
[ad_1]
سامية داغر، “شابة طرابلسية “من شمال لبنان، طموحة، مثابرة، لا تتوانى عن ملاحقة أحلامها، مما فتح أمامها أبواب العالمية لتصبح اليوم واحدة من أفضل الرسّامين بالأقلام الجافة في العالم بسبب جمال أعمالها الفنية، ورسوماتها لوجوه الشخصيات والمشاهير بشكل واقعي لا يصدّق، حيث يصعب معظم الأوقات تمييز أعمالها الفنية عن الصور الفوتوغرافية. لكل رسمة من رسوماتها قصة ما أو شعور أو حكاية، ولكنها جميعها قادرة على أن تولد لدى المشاهد أحاسيس مختلفة للفرح والألم والحنين.
وما بين “سامية الفنانة” و “سامية الإنسانة”، تروي لنا الفنانة اللبنانية قصة نجاحها الفريدة، وكيف نجحت في التعبير عن نفسها وعن أفكارها ومشاعرها وتجاربها من خلال الفن.
أعدّت المادة: عفت شهاب الدين
بداية الموهبة ودعم الأهل
تذكّرت سامية خلال حديثها بأنها لم تكن قد أتمّت الخامسة حين لاحظ والداها أنها تستنسخ تقريباً الشيء نفسه أو الصورة التي توضع أمامها، وتعتبر هذه مهارة نادرة في هذه السن، فمفهوم الظلال والأشكال لدى الأطفال يكون غير ناضج بعد. تستخدم في رسوماتها أقلام حبر بسيطة يستعين بها الجميع أثناء الكتابة.
وتابعت سامية الحديث عن دعم الأهل قائلة: “لا شكّ أن دور الأهل ودعمهم كان ولا يزال مهماً وأساسياً في حياة سامية. حول هذا الموضوع تشير إلى أن “أهلي حرصوا على تقديم كل أنواع الدعم خلال مسيرتي في الرسم منذ اليوم الأول، فقد قاموا بتأمين وتوفير كل المواد الضرورية لي كي أستطيع الرسم بشكل مريح ومتقن، وقد كان وما زال أهلي من النوع الذي يتابع بشكل يومي كل أعمالي الفنية، مقدّمين النصيحة والنقد الإيجابي وكل ما يلزم كي أستطيع تطوير موهبتي والاستمرار في الرسم، أعتبر نفسي من المحظوظين جداً لكوني أنتمي إلى عائلة داعمة جداً”.
أساليب وتقنيات الرسم
عن العلاقة التي تربطها بالرسم قالت سامية: “أحب رسم الوجوه البشرية، وأحياناً أقوم بتجريد الأشكال للتعبير عن مشاعر داخلية بشكل مباشر أكثر. كما أتفاعل مع الناس من حولي، وأشارك في المناقشات والأنشطة الاجتماعية”.
وأضافت: “الرسم بالنسبة لي هو وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر التي لا يمكنني التعبير عنها بالكلمات فقط، كما يعتبر الرسم مصدراً للإبداع والاسترخاء بالنسبة لي، حيث يسمح لي بالابتعاد عن الروتين اليومي واستكشاف العوالم الخيالية والأفكار الجديدة. أعتقد أنني أتميّز في الرسم بقدرتي على التعبير عن العواطف والمشاعر بشكل مباشر وصادق. أحاول دائماً أن أجسّد الروح والجوهر في الأشياء التي أرسمها وكل ذلك باستعمال أقلام الحبر، وما يميّز هذا الأسلوب بالرسم هو عدم القدرة على تصحيح الخطأ في حال وجوده مما يجعله صعباً وفيه الكثير من التحدّي”. كما يتطلّب الالتزام والتدريب المستمر، والعمل الجاد والاستمرارية، وتتضمّن العديد من الجوانب”.
من المفيد التعرّف إلى ديفيد بينيديك يروي لـ “سيدتي” قصة نجاحه وشغفه بابتكار العطور.
الرسم بالقلم الجاف
وعن سبب اختيارها للرسم بالقلم الجاف قالت: “اخترت أقلام الحبر لأنها تمثّل تحدّياً كبيراً بالنسبة لي ولا أخفي سراً إذا قلت بأنني تأثّرت كثيراً بفن سلفادور دالي الرسام الإسباني الشهير لتصبح رسوماته المصدر الذي جعلني أعشق الفن أكثر لأنه الطريقة التي أعبّر من خلالها عن نفسي بدلاً من الكلام أو لإيصال رسالة لا يمكن قولها. فعندما أكون حزينة أو غاضبة ألجأ إلى الرسم، وحتى في سعادتي أختاره لأعبّر عن فرحتي، وما دامت الرسمة مليئة بالألوان، فإنها كافية لتعبّر عن فرحي، كما تعكس اللوحة حزني وتشويش ذهني إن كانت أحادية اللون. هذا يعني أنني أستخدم الرسم كوسيلة للتعبير البصري عن أفكاري ومشاعري”.
وأضافت: “في بدايتي لم يكن هناك الكثير من رسّامي الأقلام الجاف، ولكن مع مرور الوقت أصبح هذا الفن رائجاً أكثر، وبالتالي أصبح هناك الكثير من الموهوبين والفنانين في هذا المجال، مما يجعل المنافسة أكبر وبالتالي مستوى الأعمال الفنية أعلى”.
أساسيات فن قلم الحبر الجاف
أوضحت الفنانة إلى أنها في مرحلة لاحقة بدأت بتعلّم أساسيات فن الرسم بقلم الحبر الجاف، من خلال دراسة أساليب وتقنيات الرسم بهذا النوع من الأدوات، وتعلّم كيفية التحكّم في الخطوط والظلال والتدرّجات، وقالت: “كان لدي هدف يومي ومستمر على تطوير مهاراتي في الرسم بقلم الحبر الجاف، كلما رسمت المزيد، زادت مهارتي وتنوّعت أساليبي. بالإضافة إلى أنني قمت بمشاهدة أعمال فنانين محترفين ودروسهم لاكتساب فكرة عن تقنياتهم وأساليبهم، وكيفية تطبيقها في أعمالي الفنية الخاصة”. كانت لدي الشجاعة لتجربة أساليب جديدة وتقنيات مختلفة، وذلك لاكتشاف ما يناسبني وما يمكنني تطويره بشكل فردي”.
الفن والتكنولوجيا
بالإضافة إلى شهادتها في الفنون الجميلة درست سامية داغر، التكنولوجيا وحصلت على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب وماجستير في هندسة البرمجيات من الجامعة اللبنانية. شغف سامية بالتكنولوجيا ساعدها على تحقيق هذا المستوى من الواقعية فصنعت سامية لنفسها اسماً من خلال ابتكار صور واقعية لدرجة مذهلة بقلم حبر جاف من المشاهير إلى صور الأشخاص اليومية، حيث يصعب معظم الأوقات تمييز الأعمال الفنية عن الصور الفوتوغرافية.
وفي هذا المجال شرحت سامية إلى أنها لم تكن بعيدة أبداً عن هذه التقنية، بل استخدمتها في صناعة الفيديوهات الفنية الخاصة بها التي تعرضها في حسابها على الإنستغرام، “فالابتكار”، على حد قولها، “يساهم في قدرتنا على توظيف سلاح الديجيتال، وهذا ما شجّعني أكثر لتحسين وتطوير موهبتي لأبدع في هذه التقنية”.
ما رأيكم بالاطلاع على منار علي حسن ورسائل أمل من أجساد أنهكها الألم.
رسالة للشباب والشابات لتطوير المهارات
في رسالتها التي توجّهها للشباب والشابات حول أهم الطرق والأساليب لمساعدتهم في تقوية المهارات قالت سامية: “رسالتي هي ألا تتوقفوا يوماً عن التمرين في سبيل تطوير مهاراتكم، حتى إن لم تكن هناك نتائج مباشرة أو سريعة، الجهد لا يمكن أن يضيع، فيمكن للفن أن يكون وسيلة لتعزيز الإنسانية، وتمكين الأفراد من التعبير عن أنفسهم بحرية، وتطوير المجتمع نحو الأفضل من خلال الإلهام والتوعية والنقد البناء. الفن ليس مجرد أداة للتجميل، بل هو قوة محرّكة للتغيير والتواصل والتفهّم بين البشر. فأنا على سبيل المثال أستمدّ سعادتي من الإنجازات، في كل مرة أستطيع إتمام رسمة أو عمل فني، أو تمرين معيّن كان يبدو من الصعب تمامه، أستمدّ سعادتي من قدرتي على إتمام أعمالي بشكل يرضيني، مع العلم أنه قد تكون الصفة الأبرز في رسم الأقلام الجاف هي الصبر والتأنّي، لأن هذا المجال لا يحتمل الخطأ فبالتالي التقنية التي أتّبعها في هذا الرسم بالذات هي الصبر والرسم بشكل هادئ لبناء الطبقات شيئاً فشيئاً”.
هوايات أخرى
وبعيداً عن الرسم أشارت سامية إلى أنها تحب الرياضة على أنواعها وقد “تخصّصت في مجال الجري، فباتت تشارك في العديد من المسابقات، وقد احتلت العديد من المراكز في هذا المجال، ولديها الكثير من الهوايات الأخرى، كرقص الـ Salsa والـ Bachata بالإَضافة إلى القراءة، الهايكينج، السباحة والخياطة والتطريز على أنواعه، وأخيراً وليس آخراً لعب الشطرنج.
من خلال هذا الرابط ننصحكم بالتعرّف إلى مفهوم الاتزان الرقمي مع سلوى الهزاع لـسيدتي: التوازن الرقمي لمستقبل أكثر إنسانية
الوصول للعالمية
وعن وصولها للعالمية قالت سامية: “الرسم عندي حب بحدّ ذاته، وأحمد الله الذي أنعم علىّ بهذه الموهبة لأنه أسلوب حياة وشغفي الأول والأخير. لأجله تحدّيت المصاعب ونجحت أن أعطي دروساً بتقنيات الرسم وأساسيات رسم البورتريه وبيع جزء من رسوماتي تبعاً للطلب، سواء رسم بورتريه أو مشاريع فنية أو حتى قصصاً مصوّرة”.
وأضافت: “سألني أبي عندما كنت صغيرة جداً، ماذا تحبين أن تصبحي عندما تكبرين، قلت له: أريد أن أصبح مشهورة وأن أرى الكثير من الناس، بعد ثلاثين عاماً تغيّر جوابي قليلاً، أريد أن أصبح ذات كلمة مسموعة في مضمار الفن وفي المجالات الأخرى، كي أستطيع إيصال أفكاري وأفكار الذين لا يسمع صوتهم، هدفي الذي أريد أن أصل إليه هو القدرة على التأثير في المجتمع وأن أكون صوتاً يتكلمّ ضد الظلم والسلبية، سواء من خلال الأعمال الفنية أو من خلال مواقفي على مواقع التواصل الاجتماعي“.
واستطردت قائلة “بدأت بخربشات صغيرة وانتهى الأمر بعمل معقّد يحتوي على الكثير من التفاصيل بشكل كبير، وكذلك على النسب المثالية لميزات الوجه المختلفة، وكلها مجتمعة لتكوين رسومات لا يمكن تمييزها في بعض الأحيان عن الصور الفوتوغرافية خاصة وأن كثيرين لا يصدقون أنها رسوم حقيقية معتقدين بأنها مزيّفة وبأنني لا أرسمها بيدي، بل أستخدم تطبيقات الهواتف الذكية التي تقوم بتحويل الصور في ثوانٍ إلى رسومات”.
رسومات لشخصيات عربية وأجنبية
وعن أبرز الشخصيات التي رسمتها قالت: “رسمت العديد من الشخصيات العربية والأجنبية، أذكر منهم السيدة فيروز (من خلال مشاركتي في كتاب وطن اسمه فيروز لمؤسسة الفكر العربي) جورج خباز، هيفاء وهبي، ميريام فارس، معتصم النهار، دانييلا رحمة، محمد رمضان، سلمى حايك، ريهانا، ظافر عابدين، كارمن بصيبص، هبة طوجي، وأبطال المسلسل الأشهر عالمياً صراع العروش Game of thrones”.
[ad_2]
Source link